رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
معقول ياشهيرة تكوني وصلتي للحاله ديه... شهيرة ارجوكي متخلنيش احس بالذنب
اطرقت عيناها تخفي عنه دموع بؤسها
قولي ياسليم.. حامد هو اللي خلاك تبعد عني
زفر أنفاسه متنهدا يشيح عيناه بعيدا عنها
حامد ميقدرش يخليني اعمل حاجه ڠصب عني.. انتي اكتر واحده عرفاني
ماهو ده اللي هيجنني
واقتربت منه تحتضنه بقوه ټشتم رائحته
مش معقول كل اللي كنت بحسه في حضنك وهم ياسليم... مش معقول مشاعرنا كانت وهم احنا كنا...
وبترت عبارتها تتذكر لياليهم معا
وهل ينسى هو تلك الليالي التي عاشها برفقتها
وهم ياشهيرة... كل اللي عيشناه وهم وهم متعه بنهرب فيها من حياتنا
لو انت شايفه وهم انا مشوفتهوش غير حب
وعادت تقترب منه حتى لم يعد يفصلهما سوي انفاسهم
يعني كنت ليك مجرد جسم
هرب بعينيه بعيدا عنها
شهيرة انتي اكتر ست اتجوزتها واحترمتها... هتفضلي طول عمرك ليكي مكانه في قلبي... لكن الحب
التف بجسده هاربا من توقها الذي تفضحه عيناها وابتعد عنها بخطواته
ابعد من اني اعيشه او افكر اعيشه... لو فضلنا سوا انتي اللي هتخسري ياشهيره هتنطفي وانتي أغلى عندي من انانيتي.. مقدرش احولك للصوره ديه
.....................
فتون الاكله ريحتها فاحت يابنتي
فاقت من شرودها تنظر حولها پضياع الي ان انتبهت على رائحة الطعام
انتفضت مذعورة من فوق المقعد الجالسة عليه تغلق الموقد وترفع غطاء وعاء الطهي تنظر للطعام ببؤس فقد احترق الطعام وضاعت الطبخة التي اشتهتها السيدة إحسان من يدها
بكت بحړقة فأسرعت السيدة إحسان نحوها
مش مهم يابنتي... يعني هو حد فينا عمره ما حړق طبخه
بس انتى كان نفسك فيها
تتعوض ان شاء الله... وشكلها مقبول ممكن ناكلها محروقه عادي ... امسحى دموعك بقى
لو مكنتيش في حياتي ياماما إحسان كنت هعمل ايه في الدنيا ديه
ضمتها السيدة إحسان مجددا تمسح فوق ظهرها
في رب كريم يافتون تأكدي انه مهما الدنيا قست عليكي بابه مفتوح
ابتعدت عنها فتون تنظر لعينيها الفائضتين بحنان لا ينضب
وسؤالا كان يلح على ذهن السيدة إحسان منذ أن وقعت عيناها عليها ببراءتها ونقائها
أنتي كنتي محجبه يافتون
حسن خلاني اقلعه واحنا في القطر بعد ما خرجنا من القريه
وكأن جوابها ماكانت تنتظره السيدة إحسان.. فماذا ستنتظر من خسيس مثله
وتسمعي كلامه يابنتي في حاجه تغضب ربنا
قالي اني جوزك والست لازم تسمع كلام جوزها
سبته السيدة إحسان علنا فلم تعد تخفي مشاعر كرهها
الزوج مبيطعش في حاجه بتغضب ربنا يابنتي
هو اللي خلاكي تسقطي يافتون
طالت نظراتها نحو السيدة إحسان وارتمت بين ذراعيها والآلام عاد ينهش روحها
...............
تجمدت عيناه نحوهم فطالعته شقيقته بنظرات أسفه.. فقد ابذلت قصاره جهدها حتى تأتي ب ملك وحدها ولكن خالتها
الحبيبة حشرت مها بينهم فور ان علمت بوجود رسلان معهم
احيانا كثيرة تشك بحب خالتها لملك
صافحهم رسلان ببضعة كلمات مقتضبة.. هربت ميادة بنظراتها بعيدا عنه تخشي غضبه الواضح في نظراته
شهقت مذعورة عندما قبض فوق ذراعها يسحبها خلفه وكلا من ملك ومها يطالعوهم بتوجس
هو ده اللي قولتلك عليه يامياده... بقالك فترة بتحضري للقاء ده وبرضوه فاشله
يارسلان اعمل ايه بس.. خالتك ولا المخابرات
وحكت فروة رأسها تضيق حدقتيها
اظاهر ان ماما قالت لخالتو على العزومه... ما انت عارف انها مش بتخبي حاجه عنها
تنهد بعمق وهو يطالع تلك التي تتحاشا النظر اليه
مافيش عربيه ياميادة... وبعد كده انا هتصرف بنفسي
دفعها بعيدا عنه عائدا نحو طاولتهم التي اختارها بعناية يمني نفسه بلقاء أصبحت صاحبته تستوطن أحلامه
.................
تنهدت بمقت تطرق بقبضتها فوق الطاوله تنظر لأفعال مها وذلك العرض الذي تقدمه.. نظرت نحو التي تجاورها فوجدتها تطرق عيناها نحو طبقها وتفرك كفوفها ببعضهما فكم مره حاولت أن تتجاذب الحديث مع رسلان نحو شغفها بعملها ولكن مها كانت تأخذ دور المتحدث
بس انتي مبتحبيش الأكله ديه يامها
تسألت ميادة ترمق مها حانقة ولكن مها أصبحت فجأه تحب الأطعمة التي لم تكن تحبها وتشرب القهوه التي لم تحب مذاقها يوما
انسحبت ملك معتذرة تحت نظراتهم بعدما تعالا رنين هاتفها فتعلقت عيني رسلان بها إلى أن اتخذت احد الأركان تتحدث بها
التقط هاتفه يراسل شقيقته عبر خاصية الرسائل
ميادة اتصرفي
طالعت ميادة هاتفها تنظر لشقيقها بأنها تركت الأمر له
أنتي لسا ياملك قاعده معاهم... مش قولتلك نص ساعه واتحججي وخدي مياده وامشي
ياماما
زفرت السيدة ناهد أنفاسها حانقه
بلا ماما بلا زفت.. انتي ايه مش عايزه لاختك السعاده.. انا وخالتك بنحاول نجمع مها ورسلان وطول ما انتي وميادة قاعدين ليهم مش هيعرفوا يصارحوا بعض بمشاعرهم
اغمضت عيناها بعدما انتهت محادثتها مع والدتها كبحت دموع قهرها تتسأل لما لم تشعر والدتها بها يوما
حبها البائس فضحته عينيها عندما علمت بسفره خارج البلاد
بكت واكتئبت لأيام ولم يشعر بها الا والدها وميادة
عادت بأدراجها إليهم تخفي خيبتها وقبل ان تنطق ميادة بشئ سحبت حقيبتها من فوق الطاوله تشيح عينيها بعيدا عنهم تخفي حسرتها
كلموني في الجمعيه.. النهارده اول حصه ليا مع التلاميذ..
واتممت عبارتها شاكره
شكرا يارسلان على العزومه
اقتضبت ملامح ميادة تنظر نحو شقيقها الذي رمق ملك بنظرات غامضه
انبسطت ملامح مها تشكر والدتها داخلها فبالتأكيد والدتها هي من كانت تحادث ملك ولعبت هذا الدور
مياده ممكن تيجي توصليني
وقبل ان تنطق مياده بشئ كان ينهض ملتقطا مفاتيح سيارته من فوق الطاوله
اقعدي يامياده انا هوصل ملك
..................
تنفس بأرتياح يدندن مع لحن الغنوة الذي يتسرب الي قلبه فيزيده هياما نظر إليها يرى ابتسامتها التي تجاهد في اخفاءها
عارف اني صوتي ميتسمعش بس اجبري بخاطري وقولي انه حلو
اڼفجرت ضاحكة رغما عنها.. ليتأمل ضحكتها لثواني ثم يعود يسلط عيناه نحو الطريق المزدحم
لو صوتي هيخليكي تضحكي كده... اغنيلك على طول
لا لا بلاش
كده ياملك تكسري بخاطري
رمقها بحزن مصطنع قد أجاد رسمه فوق ملامحه
انت الأفضل تكون ممثل مش دكتور قلب
تحركت تفاحة آدم مع ابتلاع لعابه وهو يغوص في عسل عينيها تخضبت وجنتاها تكسوها حمرة الخجل تشيح بعينيها بعيدا عنه فعاد يسلط عيناه نحو الطريق المتكدس
عاد الصمت بينهم وصوت انفاسهم مع أنغام الموسيقى وحدهما ما كانوا يحكوا حكايتهم
توقف بسيارته بعد ساعه في احد الأماكن الهادئه... فحدقت بالمكان وقد فاقت اخيرا من غفوتها
ده مش مكان الجمعيه
تعلقت عيناه بها يسبر خلجات روحها
بتهربي مني ليه ياملك
........................
رفع عيناه عن أوراق القضية ينظر للسيدة ألفت وهي تتقدم نحوه بفنجان قهوته
شكرا يامدام ألفت
ابتسمت له بعدما وضعتها أمامه وكأس الماء يلحقها والټفت بجسدها عاد هو يطالع أوراق قضيته بتركيز يلتقط فنجان القهوة يرتشف منه
وقفت السيدة ألفت على أعتاب الغرفة قبل أن تغلق الباب خلفها وقد تذكرت أمرا
سليم بيه
رفع عيناه نحوها ينتظر حديثها
معلش يابيه انا عارفه انه مش وقته لكن انا المفروض بعد شهر زي ما حضرتك عارف هخلص إجراءات سفري واسافر لابني
وتذكرت مساعدته لابنها في نيل وظيفة بالخارج
كان نفسي أفضل معاك بس حضرتك عارف
ابتسم لها يحثها على إكمال حديثها دون خجل
يعني حضرتك كنت طالب مني اشوف خدامه أمينة وفي نفس نفس سني بس حقيقي انا ملقتش غير واحده بس
خلاص يامدام ألفت شوفيها واتفقي معاها
بس يابيه هي مش في سني... لسا شابه صغيره
مدام ألفت انتي